كل يوم يمر تثبت فوائد النوم المبكر الهادىء على صحة الإنسان وارتباط ذلك بقدرته على الإنتاج بنشاط وتركيز و هدوء أعصاب
ولكن أخيرا أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن النوم مبكرا يساعد الصغار وخاصة من البنات ، على تحمل المؤثرات البيئية التى تصيبهم بالتوتر والضغط النفسى بصورة أفضل، وذكرت الدراسات أن قدرة البنات على تحمل واستيعاب التوتر النفسى تتأثر بوقت نومهن فى الليلة السابقة بصورة مباشرة، وأشار العلماء ـ فى اجتماع الجمعية الأمريكية للطب النفسى والجسدي الذى عقد فى أسبانيا أخيرا ـ إلى أن أداء البنات اللاتى خلدن للنوم بعد الساعة الثامنة مساء ، كان أكثر توترا من أداء نظرائهن ممن نمن مبكرا
فيقول باحثون إن الأطفال الذين يعانون من الشخير وانقطاع التنفس خلال النوم يكونون أكثر عرضة بمعدل الضعف لمشاكل سلوكية شائعة مثل تشتت الانتباه والنشاط البدنى المفرط، وتعتبر هذه النتائج العلمية الأخيرة برهانا جديدا يضاف للأدلة التى أشارت فى الماضى إلى أن المشاكل التى تحدث خلال النوم يمكن أن يكون لها صلة ببعض المشاكل السلوكية، وربما من أهمها ظاهرة تشتت الانتباه والنشاط المفرط، وتقدر الإحصاءات أن نسبة الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية، من أكثرها شيوعا تشتت الانتباه والإفراط فى النشاط، تبلغ ما بين 12.4% بين الأطفال ممن هم فى عمر المدارس
وعدم النوم مبكرا أو بمعنى آخر السهر يعتبر عادة سيئة فى مجتمعنا ويترتب عليها ضرر كبير سواء خلال أيام الدراسة او غيرها وأصبح الأمر أكثر سوءاً فى الإجازات الصيفية، ولأن الله ـ سبحانه وتعالىـ خلق الإنسان وهو يعلم مايحتاج إليه فقد جاء فى كتابه الكريم قوله سبحانه وتعالى: {وجعلنا الليل لباساً} كما أكدت الدراسات ان النوم المبكر يرتبط بسلامة المخ والجهاز العصبي حيث إن النوم خلال الليل يجعل المخ يقوم بتمارين مناسبة تحافظ على سلامة الخلايا مما يجعلها أفضل حالاً
وتؤكد الباحثة الفرنسية نيريس دي أن (النوم المبكر والاستيقاظ المبكر يجعل الإنسان صحيحاً وغنياً وحكيماً) و(إن ساعة من النوم قبل منتصف الليل تعادل ثلاث ساعات بعده)
وقد كشفت دراسات طبية حديثة أجريت فى ألمانيا النقاب عن أسرار جديدة حول (النوم)، حيث توصلت الى ان النوم له فاعلية فى مقاومة أمراض القلب والشرايين والشيخوخة المبكرة والسكتة الدماغية، حيث أكدت التجارب أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 5 ساعات يومياً، أو من يفضلون النوم نهاراً، يلقون بأنفسهم فى التهلكة بمعنى الكلمة، ولذلك نصحت (رابطة أطباء الأعصاب الألمانية) ومقرها ميونيخ، الأمهات والآباء بمساعدة أطفالهم على الخلود إلى النوم فى مواعيد ثابتة، ابتداء من عمر ستة أشهر، حتى يعتادوا الذهاب للفراش فى هذه المواعيد المحددة، فلا يعانون من متاعب صحية مثل أمراض القلب فى المستقبل، حيث أثبتت الدراسات الطبية أن النوم المبكر والمنتظم هو أحد أساليب الوقاية البيولوجية، مع الأخذ فى الاعتبار تهيئة الجو المناسب للنوم، ومن ذلك ترك باب الحجرة التى ينام فيها الطفل موارباً لإشعاره بالاطمئنان، وإضاءة الغرفة نفسها إضاءة خافتة حتى لا يفزع الطفل من الظلام الدامس إذا استيقظ ليلاً