خلت القائمة التي اختارها المدرب الوطني رابح سعدان لخوض الاختبار الودي المقبل أمام منتخب الغابون من أسماء “محلية” جديدة.
فحتى إذا كان الوافد الجديد سيدريك سي محمد ينشط في البطولة الوطنية، إلا أنه منتوج خالص لمدارس التكوين الفرنسية (تكون في مدرسة نادي ديجون)، لتتقلص أكثر مساحة اللاعبين القادمين من الدوري المحلي شيئا فشيئا لفائدة اللاعبين القادمين من الضفة الأخرى، في ظاهرة غير صحية بحسب العديد من الفنيين والمتتبعين..
وحتى جانب من الرأي العام الرياضي الذي صار يتساءل إذا ما كان سعدان لا يثق تماما في اللاعبين المحليين ولا يعوّل عليهم حتى خلال الفترة المقبلة. المعلومات التي حازت عليها “الهداف“ تقول إن ظروفا حتمت على الشيخ “إقصاء” هذه الفئة، خاصة أمام الرهانات الكبيرة التي كانت أمام “الخضر“ لاسيما مع نهائيات كأس العالم. وقد تتغيّر المعطيات خلال الفترة المقبلة خاصة بعد التوصيات التي قام بها رئيس الاتحادية محمد روراوة للمدرب سعدان، عندما جدّد الثقة فيه لمّا أكد عليه بضرورة منح الفرصة للمحليين خلال الفترة المقبلة.
نصف تعداد المنتخب كان من المحليين في 2007 وكأس العالم أجبرته على التخلي عنهم
ودافع سعدان عن نفسه في لقاء مع روراوة بخصوص تهميشه للاعبين المحليين لمّا أكد له في لقائهما يوم 18 جويلية أنه لم يكن أبدا يستهدف إقصاء هؤلاء، بدليل أن المحليين كانوا يشكلون نصف التعداد تقريبا خلال بداياته مع المنتخب نهاية سنة 2007 مع أسماء مثل سوڤار، فهام، حيماني، جديات، عبد السلام وآخرين، لأن الهدف الذي كان مسطرا له هو تأهيل المنتخب لنهائيات أمم إفريقيا، لكن المعطيات تغيّرت بعد تقدّم المنتخب في النهائيات المشتركة واقترابه من التأهل لكأس العالم، الأمر الذي تطلب الوصول لمستوى أرفع بالنسبة المنتخب من خلال تدعيمه بأفضل العناصر المتاحة، ومن هنا توجب على سعدان اللجوء للاعبين القادمين من أوروبا. وجاء التأهل لأهمّ موعد كروي في العالم ليُجبر سعدان على الاعتماد كلية على اللاعبين المحترفين. وهذه كانت مبرّرات سعدان لتفضيله اللاعبين المحترفين على المحليين.
برّر عدم استدعائهم أمام الغابون بتأخّرهم في التحضير
وكان المتفق عليه بين روراوة وسعدان أن يهتم “الشيخ” بشكل أكبر بلاعبين المحليين بعد أن فرغ من نهائيات كأس العالم، وهو ما لم يحدث على الأقل لغاية المباراة الودية أمام الغابون، بعد أن استبعد سعدان مرّة أخرى الأسماء المحلية وفضّل تجديد الثقة تقريبا في العناصر نفسها التي تنقلت إلى “المونديال“ الأخير. وقد برّر سعدان غياب الأسماء التي تنشط في البطولة الوطنية بتأخرها في التحضيرات مقارنة باللاعبين المحترفين، رغم أن أكثر الأسماء المرشّحة لتدعيم المنتخب تنشط في أندية بدأت التحضير مبكّرا وهما ناديا وفاق سطيف وشبيبة القبائل اللذان يشاركان في بطولة رسمية من خلال دوري المجموعات في بطولة رابطة أبطال إفريقيا.
جابو وغزالي على رأس اهتماماته وبطولة السودان فرصة للتأكيد
وتقول مصادرنا إن سعدان وإن كان غير مهتم كثيرا باللاعبين المحليين، إلا أنه يفكر جديا في دعوة لاعبين من تشكيلة المدرب عبد الحق بن شيخة، والتي سبق له معاينتها خلال المبارتين الفاصلتين على ورقة الترشّح لبطولة إفريقيا للمحليين في السودان التي جمعته بالمنتخب الليبي، والأمر يتعلق بالمهاجم يوسف غزالي ولاعب الوسط الهجومي عبد المؤمن جابو اللذين نالا إعجابه، لدرجة أنه أكد بأنه لن يتأخر كثيرا في دعوتهما لكنه يفضّل أن يكون ذلك بعد نهائيات السودان المقبلة شهر جانفي القادم. وستكون هذه البطولة فرصة لـ جابو وغزالي لحجز مكانهما بنفس الدرجة مع لاعبين آخرين قد يلفتون الأنظار خلال تلك المنافسة. لكن المؤكد أن مساحة اللاعبين المحليين في المنتخب الأول ستتوسّع خلال الفترة المقبلة، خاصة في حال ما حقق ممثلانا في دوري أبطال إفريقيا الشبيبة والوفاق مشوار جيّدا ووصلا على الأقل إلى الدور نصف النهائي.
المصدر:الهداف