زعموا ان حمامتان ذكرا وانثى ملآعشهما من البر والشعير فقال الذكر للانثى :"اننا اذا وجدنا في الصحاري ما نعيش به فلسنا بآكلين ممافي عشنا شيئا فاذا جاء الشتاء ولم نصب في الصحاري شيئا اقبلنا على ما جمعناه فاكلناه" فرضيت الانثى بذلك وقالت "نعم ما رايت وسنفعل ما ذكرت"
وكان البروالشعير نديا حين وضعاه فامتلا عشهما انطلق الذكر الى مكان بعيد تغيب فيه فابطا فلما كان الصيف يبس ذلك الحب وذبل فنقص مما كان ثم رجع الذكر فرآى ذلك الحب ناقصا فقال:"قد كنا اجمعنا على ان لا ناكل من عشنا هذا شيئا فلم اكلت منه"
فحلفت الانثى :"ما اكلت منه حبة"فلم يصدقها وجعل ينقرها حتى قتلها ملما جاء الشتاء وسقطت الامطار ندي الحب فامتلا العش كما كان فلما رآى الذكر ان العش قد امتلا ندم على فعلته وفراق شريكته واضطجع الى جانبها نادما متحسرا وهو يقول:"كيف ينبغي لي العيش من دونك وانا لا اقدر ان اصبر"
هكذا قضى الحمام حياته وحيدا معذبا بعد ان ادرك غلطته وهاهو يدفع ثمن عقوبته.
وقد صدق المثل القائل "لات ساعة الندم"حيث لاينفع الندم على فعل قضيي امره.فسوء تدبير العاقبة يؤدي الى ما لاتحمد عقباه.
الجمعة يوليو 23, 2010 4:07 pm
