ما هو ( الصبر الجميل ) و ( الصفح الجميل ) و ( الهجر الجميل ) ؟
قال ذو الجلال والإكرام مخاطبا نبيه ومصطفاه :
" فَاصْبِرْصَبْرًا جَمِيلًا (5) "
سورة المعارج
وقال جل في علاه :
" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) "
سورة الحجر
وقال رب العزة سبحانه وتعالى :
" وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) "
سورة المُزّمل
فما هو ( الصبر الجميل ) و ( الصفح الجميل ) و ( الهجر الجميل ) ؟؟
هذا هو كلام جميل ونفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنقله لكم للفائدة والتذكير
سئل الشيخ الإمام، العالم العامل، الحبر الكامل، شيخ الإسلام، ومفتي الأنام، تقي الدين بن تيمية رحمه الله،
عن الجميل
والصفح الجميل،
والهجر الجميل،
وما أقسام التقوى والصبر الذي عليه الناس؟
فأجاب رحمه الله:
الحمد لله، أما بعد فإن الله أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل،
فالهجر هجر بلا أذى،
والصفح صفح بلا عتاب،
والصبر صبر بلا شكوى،
قال يعقوب عليه الصلاة والسلام: " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " مع قوله: " فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون " فالشكوى إلى الله لا تنافي الجميل
ويروى عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول: اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان.
ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، اللهم إلى من تكلني؟ أإلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت الظلمات له، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي سخطك، أو يحل علي غضبك، لك الغنى حتى ترضى " .
قلت ( محمود ) : وهذا الدعاء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انظر حديث رقم 1182 في ضعيف الجامع .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف !. بخلاف الشكوى إلى المخلوق.
قرئ على الإمام أحمد في مرض موته أن طاوساً كره أنين المرض وقال: إنه شكوى. فما أنّ حتى مات !. وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال، إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى: " فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب " .
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " .
ولا بد للإنسان من شيئين:
1- طاعته بفعل المأمور، وترك المحظور،
2- وصبره على ما يصيبه من القضاء المقدور،
فالأول هو التقوى والثاني هو الصبر،
قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبلاً " إلى قوله: " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط " ،
وقال تعالى: " بلى إن تصبروا وتتقوا يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين " ،
وقال تعالى: " لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور " .
المصدر : جامع الرسائل , الجزء الأول الصفحة الأولى بتصرف يسير
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم..