عيونى حزينه
كنت بين أحزاني أسير ..
فإذا بهذا الصوت الكسير .. صوت فنان قدير ..
نبرة الأسى واضحة على صوته ...
يرسل كلماته الحزينة من أعماق قلبه .. لأجدها وبدون سابق إنذار تسكن في داخلي ..
وتستقر في أعماقي ... وتبعثر كل أوراقي ..
نطق بكلماته الأولى ...الأماكن كلها مشتاقة لك ...
فإذا بي أهيم في عالمها .. وأتمتم بها وأعيدها .. أكررها وأتفكر فيها ..
يالها من ذكريات مرت...عادت إلى خاطري ...
كنت من يشعل شمعتها .. وهي من تطفؤها .. لا بل كانت تقطع فتيلها ...
ومن يسقي هذه النبتة الصغيرة ... وهي من يسحب الماء من جذورها ..
لم يكن الاشتياق يسري في الأماكن فقط .. بل كان يسري في روح وفي جميع شراييني ...
كان يسكن في خيالي ... وكل تفكيري ...
باختصار كان " كل شي حولي يذكرني بشيء ... حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيء "
كانت أياما رائعة لا أملك منها سوى الذكرى الرائعة...
حتى أصبحت أغمض عيني لأتذكر تلك اللحظات ...
وبعد هذه الغفوة العميقة ... صحوت فإذا بي أجد نفسي أهيم مع كلمات أخرى ...
كلمات بنفس اللحن والإيقاع .. ولكنها مختلفة تماما في صدقها ..
كانت تلك الكلمات مغيرة من اليقين إلى الشك .. يقول "كنت أظن الشوق جابك تجلس بجنبي شوي
كنت أظن ... وكنت أظن.. "
فبعد أن كان متيقنا من أن الأماكن كلها مشتاقة له .. أصبح الظن يباغتني في سبب مجيئه عندي ...
وعودته إليّ ... وأنا لا أملك إلا أن أقول إن الظن أكذب الحديث ..
فإذا بكلماته ترتفع :" وخاب ظني "
فأيقنت أن ظني كان خائبا عندما توقعت عودتها ..
عندها اخذت هذه الكلمات مني ما أخذت ... وزادت من كسري وما جبرت ..
وألهبت فيني فتيل الشوق وما أطفأت ...
وأخذني التفكير بعيدا .. هل فعلا أصبح حبي ذكرى ...؟؟؟
أم كان حبي ثورة بركان... ثارت ثم هدأت ..
لا لا لا لم تهدأ بل خمدت ...!!!
لقد أصبح حبي مثل لوحة رائعة ترسم حول الشطآن .. فإذا جاء الموج طمسها وجعلها في خبر كان ..
آه آه آه لقد جدد فيني الأحزان ...فقد سمعته يقول " المشاعر في غيابك ذاب فيها كل صوت ...
والليالي من عذابك عذبت فيني السكوت ..."
نعم ... فقد أرغمني على السكوت .. ولم أستطع الكلام أو الكتابة .. فقد أصبت بنوع من الكآبة ...
رحلت بي بعيدا هذه الكلمات ...لقد عشتها كلمة كلمة ...ورددتها حرفا حرفا ...
ولكن تكثر الكلمات وتبقى المشاعر هي الأهم .. وهي الأصدق ..
وتبقى القلوب قادرة على تحمل جميع الاعتذارات .. وأبقى أنا كما أنا صديق الحزن والانكسارات ...
وتبقى الأماكن كلها مشتاقة لك