الحب والزمن
في يوم من الأيام، كان هناك جزيرة يعيش فيها كل الأحاسيس : الحب، السعادة، الحزن، المعرفة وغيرها.
وفي يوم من الأيام، وصل لجميع الأحاسيس علم، بأن الجزيرة ستغرق في قلب
المحيط.. جميع الأحاسيس بدأت في تجهيز القوارب للرحيل، ما عدا الحب الذي
فضل أن يستمتع بجمال الجزيرة، حتى
آخر لحظة.
وعندما بدأت الجزيرة في الهبوط لأخر جزء فيها، بدأ الحب في البحث عن من يساعده في هذه اللحظة..
مر به الغني بقارب كبير، فقال له : الحب يا غني، سآتي معك في قاربك!..
ولكن الغنى أجاب - معتذراً -: بأن قاربه مليء بالذهب والفضة، ولا توجد أي من الغرف الخالية.
قرر الحب أن يسأل الغرور، الذي كان يمر به في قارب
غاية في الجمال، فقال له - وهو يبكي -: يا غرور!.. أرجوك ساعدني!.. ولكنة
أيضا أعتذر بأن قال : أنت مبلل بالماء، وستفسد قاربي الجميل.
ثم وجد الحب الحزن يمر به، فقال له : أرجوك دعني أذهب معك!.. ولكن الحزن أجاب : آسف أرغب في أن أكون وحدي.
ظل الحب يبكي، وحينها رأى السعادة تمر به، قال لها -
وهو يبكي -: أرجوك خذيني معك!.. ولكنها كانت في غمر سعادتها، ولم تسمع
الحب وهو يناديها.
ظل الحب يبكي، وحينها سمع صوتا يقول له : تعال يا حب!.. أنا سآخذك معي!..
كان عجوزا، ولكن الحب شعر بالسعادة والنعمة، ولكنه نسي أن يسأله عن اسمه..
وعندما قارب على الوصول إلى الشاطئ، ذهب العجوز في طريقه.. وعندها أدرك
الحب، كم هو مدين لهذا العجوز!..
نظر الحب للمعرفة، وسألها : من يكون هذا العجوز الذي ساعدني؟..
أجابت المعرفة : إنه الزمن.
فسأل الحب : ولكن لماذا الزمن ساعدني، في الوقت الذي لم يرغب أحد في مساعدتي؟..
ابتسمت المعرفة، وأجابت بكل حكمة وصدق : لأن الزمن هو الوحيد الذي يقدر كم هو عظيم الحب!..