مجانين في حب الله وفي ذكر الله
من أكثر المجانين شهرة " أبو وهيب بهلول ابن عمرو ابن المغيرة " الذي عاصر هارون الرشيد، وكثرت الأخبار المنقولة عنه في كتب التأريخ والسير.
قال محمد ابن إسماعيل ابن أبي فديك : رأيت بهلولاً في بعض المقابر قد دلى رجله في قبر وهو يلعب بالتراب.
فقلت له: ما تصنع ههنا ؟. قال : أجالس أقواماً لا يؤذونني وإن غبت عنه...م لا يغتابونني .
فقلت : قد غلا السعر فهل تدعو الله فيكشف عنا الغلاء ؟
فقال : والله ما أبالي ولو الحبة بدينار، إن الله قد أخذ علينا عهدا أن نعبده كما أمرنا وعليه أن يرزقنا كما وعدنا.
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
أما أبو الحسن سليمان ابن بدر المجنون فقد سئل يوماً : أجننت ؟
قال : أما عن غفلة فنعم ، وعن المعرفة فلا.
قيل : كيف حالك مع المولى ؟. قال : ما جفوته منذ عرفته .
قيل : ومنذ كم عرفته ؟ قال : منذ جعل اسمي في المجانينـ
ــــــــــــــــ
مناجاة سعيد المجنون للباريء عز وجل مستسقياً بعد أن انقطع الغيث :
ــــــــــــــــــ
أيا من كلما نودي أجابـــا=ومن بجلاله ينشيء السحابا
ويا من كلم الصديق موسـى=كلاما ثم ألهمه الجوابـــا
ويا من رد يوسف بعد ضـر=على من كان ينتحب انتحابـا
ويا من خص أحمد باصطفاء=وأعطاه الرسالة والكتابــا
ثم قال : اسقنا ، فسقوا …
ــــــــــــــــــــ
والآن ما رايكم ؟ هؤلاء المجانين بمقياس زمانهم ونحن عقلاء بمقياس زماننا ما ذا تساوي عقولنا بجانب جنونهم