نظر عليه السلام فلم يجد أحدها فى مكانه . فسأل : مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
وكان الهدهد وهو قادم إلى حضرة سليمان ، نظر بعيدا فوجد أناس يسجدون للشمس .
وبدأ الهدهد يقدر الأولويات : هل يترك الناس تسجد للشمس ؟ أم يذهب في موعده للقاء سليمان ؟ ورأى أن يطير من اليمن لفلسطين و نحن لا نحاول هداية جار لنا على بعد خطوة واحدة منا .
ويدخل الهدهد العاشق لدينه على سيدنا سليمان ، ويقول له: " أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ** إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ " .
ومن دقة الهدهد كان حريصا على الدخول حتى العرش لينقل لسليمان ما رآه بدقة : (وجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ** أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) ؟! هذا الطائر الصغير ، قلبه متوهج بالحرارة اكثر من قلوبنا .
الا يسجدوا لله؟!.. معقول لا يسجد هؤلاء القوم لربهم؟.. ومن هو الله يا هدهد؟.. يقول : (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) . فمعرفته بالله من واقع رزقه وهو قد وصف عرشها بأنه عظيم ، فيعود ليستدرك: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)