أتمنى ان تكونوا بخير و عافية أحببت اليوم مشاركتكم في هذا الركن المتميز و أتمنى أن نرى نقاشاتكم الراقية التي ستكمل النقاش الذي طرحته تمهيدلكل امة حضارة و كل حضارة تسودها تقاليد و أعراف، هذه الأخيرة تعتبر تراثا ثقافيا و فكريا مهما توارثته الأجيال عبر الزمن و سعت للحفاظ عليه و صونه ليشكل ما يسمى ب"الهوية الثقافية" لا شك أنه لا تخفى على الجميع أهمية هذه الهوية عند كل أمة و مجتمع فلا يمكن تصور إقصائها أو تهميشها أو التخلص منها، فكل شعب يفتخر بهويته و حضارته و تقاليده و أعرافه، و كل فرد شاء أم أبى يدخل ضمن قوقعتها و يتعايش معها حتى و إن رفضها لكنه يظل مجبورا على معايشتها ما دام مجبورا على المشاركة الحياتية، فهو في النهاية فرد و الفرد لا يوجد إلا ليشكل الجماعة المشكل الذي يطرح نفسه هنا هو مدى تأثير هذه التقاليد على و الأعراف على مقياس تقدم الأمم.هناك من ينادي بضرورة التخلص من "العقليات السائدة" لأجل التقدم و اللحاق بالدول المتقدمة،و لا يمكن التخلص منها إن لم تتخلص من التقاليد و الأعراف التي شكلت عقليتها، و ههذا يعني أنه على الأمم التضحية بمورثها و حضارتها لغاية "تحضرها" و مواكبة عصر السرعة و المنطق أسئلة نقاشية إذن متى يمكن أن تكون حضارة الأمم هي نفسها سبب تاخرها و تخلفها و عائقا أمام تقدمها ؟؟إذا سلمنا بأن التقاليد هي التي تعوق التقدم فهل إذن يمكن القول بأن هذا التقدم يقاس بمقدار ضعف تمسك الأمم بهويتها و تراثها ؟!و هل من الممكن تصور إمكانية تحديث التقاليد و الأعراف و عصرنتها ؟و اخيرا مساحة حرة لأقلامكم النيرة