منذ مدة و انا افكر في التطرق الى الحديث عن ظاهرة كثيرا ما اصبحنا نشاهدها في الاحياء و الازقة ونمر عليها حتى اصبحنا نراها كشيء عادي ما دمنا في عصر المساوات بين الرجل و المراة . . .
من قبل كنا نجد في زوايا الازقة و امام مداخل بعض العمارات او على عتبات المتاجر المغلقة شبابا ذكورا يقفون او جالسين يقتلون الفراغ بتتبع حركات المارة و الثرثرة اضافة الى معاكسات الجنس اللطيف و مضايقات سكان الحي. .
اما اليوم انقلبت الاية و اصبحنا نشاهد مجموعة من الفتيات تجلسن على عتبة منزل او امام باب بناية و في وقت متاخر تتجادبن اطراف الحديث عن مغامراتهن و كل واحدة تمسك موبايلها و تطلعه لزميلتها .
و لما يسال الزوج زوجته عن ابنتهما المصونة تجيبه انها عند صديقتها تطالعان . . و بالطبع لا يكلف هذا الاب عناء الخروج ليتفقد اين ابنته و ما هي الدروس التي بصدد مطالعتها. حتى الفتى اصبح يلازم البيت طول الوقت و لا تاخده الحمية و الغيرة على حال اخته و قد نجده يتقرب الى احدى صديقاتها الامر الذي يجعله ينوب عن شقيقته في بعض اعمال البيت و تغاضي الطرف عن استهتارها. .
و الغريب هو تلك التي كانت سليمة خارج البيت ما ان تدخله حتى تتظاهر بالالم و الارهاق لتتملص من الاسئلة و من الواجبات المنزلية . .
ماذا يحصل في مجتمعاتنا اليوم و اين هي المثل العليا يا امهات المستقبل
هل هذا هو مفهوم التقدم و الحرية و المساوات
و اين انتم يا امهات و اباء جيل اليوم
اظن اننا اصبحنا في عداد من ماتت مثلهم