من أسبوع إلى آخر، ومن منافسة إلى أخرى، يصنع الدولي الجزائري رفيق جبور منفردا الحدث في اليونان بعد بدايته الرائعة هذا الموسم مع فريقه آيك أثينا، فالانتصارات متتالية والأهداف أتت على المستويين المحلي والقاري..
وحتى المساهمة في الأداء العام للفريق كانت حاضرة بشكل بارز جدا، أمور اجتمعت لتصنع من جبّور بطلا قوميا لمحبي “أصفر وأسود” أثينا، وفضاء واسعا للصحافة اليونانية التي تجاوزت حد المديح إلى إطلاق أوصاف لا تخطر على بال أحد.
4 أهداف في 5 مباريات رسمية، حصيلة صنعت الحدث
سجّل جبّور مساء يوم الخميس هدفا من بين ثلاثية فريقه أمام نادي “سبليت” الكرواتي ضمن منافسات “أوروبا ليغ”، هو الهدف الرابع له في مختلف المنافسات التي يخوضها فريقه، وقد كان هذا الأمر الدافع الأول وراء الإشادة الواسعة جدا من قبل الصحافة اليونانية، والتي أكدت أن ما يقدمه مهاجم “الخضر” على أرضية الميدان من مستوى كبير وفعالية متميزة أمام مرمى المنافسين لم يسبق له مثيل في السنوات الأخيرة بالنسبة لناديه “آيك”.
الصحافة اليونانية تتحدث عن عوامل كانت أساس تألقه
أول التقارير الكبيرة التي تحدثت واستفاضت في الإشادة بما يقدمه جبّور أتت به صحيفة “مساء اليوم” اليونانية في مقال خصصت له صفحة كاملة، حيث أكدت الجريدة أن جبور موهبة لا تقدر بثمن، “انفجرت” هذا الموسم بدل الموسم السابق بعدما حدث له من مشاكل، خاصة مع مدربه دوسان باجيفيتش، وأضافت الصحيفة أن عدة عوامل كانت وراء إبهار جبّور للمتتبعين، أولها استقراره النفسي ثم قيمة وسط ميدان “آيك” الذي يضم أسماء مبدعة من طينة ناتشو سكوكو وليوناردو، العقد المالي الجديد الذي يرفع أجره لمستوى مغر جدا، وأخيرا بدؤه مرحلة التحضيرات مع “آيك” في وقت مبكر، ما منحه الحيز الزمني الكافي لإخراج كل مكنوناته.
خط هجوم “آيك” أصبح الأكثر إرعاباً في اليونان
وصفت جريدة “مساء اليوم” اليونانية ما آل إليه خط هجوم آيك أثينا من فعالية أمام مرمى المنافسين بانتقاله إلى مرحلة “الإرعاب”، فـ جبّور قاد رفقاءه في منصب المهاجم المنفرد في خطة (4/5/1) بشكل ممتاز، وهذا راجع بالدرجة الأولى للقوة البدنية التي يتميز بها مهاجم المنتخب الوطني، والتي تجعله متمكنا جدا من قيادة القاطرة الأمامية لوحده والاكتفاء بمساندة الأطراف الهجومية والدعم من وسط الميدان المتقدم نيكوس ليبيروبولوس.
جبور لم يعد “إرهابياً” فقط، بل ناشطا في تنظيم “القاعدة”!
يُلّقب جبور في اليوناني بـ “المحارب”، وهذا الوصف رائج لدى المعتدلين من الأنصار، لكن المتشددين منهم (وهم كثرة) فيلقبونه بـ “الإرهابي” بسبب عصبيته خارج المستطيل الأخضر وقوته البدنية داخله، لكن الصحيفة اليونانية المذكورة جعلت الوصف الثاني أكثر شمولية بما أن الإرهاب (بالمعنى اللغوي) أصبح ميزة خط هجوم آيك ككل، إذ وصفت جبّور إلى جانب زميله وسط الميدان الداعم له من الوراء نيكوس ليبيروبولوس بـ “تنظيم القاعدة”.
خبراء يصفون مؤهلاته بالمتجاوزة لمستوى البطولة اليونانية
لم يكن تقرير صحيفة “مساء اليوم” الوحيد المتحدث عن جبور، إذ تناولت عدة مواقع، صحف ومجلات تألق الجزائري... كل حسب وجهة نظره، وقد كان لمجلة “توبيهما” اليونانية الشهيرة تقرير مطول عن مستوى جبّور الذي تجاوز حسبها البطولة اليونانية رغم زخمها بالنجوم على شاكلة الفرنسيين جبريل سيسي وسيدني ڤوفو، حيث يحّق للدولي الجزائري حسب وصف المجلة أن يطمح لتحديات أكثر قوة في المستقبل، لكن بشرط مواصلة تألقه وأن لا يكون الظرف الحالي مجرد طفرة ستزول مع الأيام.
... ويعتبرون “أداميديس” أذكى رئيس ناد في اليونان
تحدثت مجلة “توبيهما” اليونانية أيضا عن القرار الذي لم يفهمه البعض مطلع الموسم الحالي، حين أصر رئيس نادي آيك أثينا بشكل كبير على تجديد جبور لعقده أولا، حتى قبل زميليه النجمين ناتشو سكوكو وإسماعيل بلانكو، ليكون رئيس الفريق أداميديس الرابح الأول والأخير من قراره الذي رفع أسهمه لدى أعضاء الإدارة، كما جعله محل ثقة الأنصار، وقد أطلقت المجلة لقب الرجل الذكي على رجل الأعمال اليوناني الشاب كون مستوى جبّور يُخوله التحصل على راتب يتجاوز 1.5 مليون أورو على أقل تقدير (قارنت بين رواتب نجوم أولمبياكوس وباناثينايكوس).
أليكسوبولوس (دولي يوناني سابق): “جبور يستحق اللعب لميلان أو تشيلزي”
إلى جانب رأي “توبيهما” المستند إلى وجهات نظر الخبراء، قامت المجلة اليونانية الشهيرة بسؤال زميل جبّور السابق والذي سبق له ارتداء قميص المنتخب اليوناني “جورجيوس أليكسوبولوس”، فصاحب الـ 34 عاما والذي ترك “آيك” نهاية الموسم الماضي كان مدافعاً ويعرف جيدا المكانة الحقيقية لجبّور، وقد كان رد اللاعب مختصرا ومُوجزا لرؤيته عندما قال: “كمدافع، يجب أن تكون قريبا جدا منه حتى تستطيع مراقبته، إنه لاعب مهم جدا وقوي للغاية، ومستواه يجعله قادرا على اللعب لميلان أو تشيلسي بسهولة”.
الموسم موسمه وعشاق “آيك” يريدونه هدافا للبطولة
رصدت مواقع رياضية يونانية رد فعل الأنصار بعد فوز فريقهم في افتتاح دور مجموعات “أوروبا ليغ”، مشيرة إلى السعادة البالغة التي عايش بها عشاق اللونين الأصفر والأسود تألق لاعبيهم من على مدرجات الملعب الأولمبي بـ أثينا، وقد جاء في تلك المواقع أن الأنصار سعدوا بشكل مبالغ فيه بمردود لاعبيهم، خاصة الدولي الجزائري رغم إهداره لركلة جزاء، وقد أجمعت الآراء على إمكانية تحقيقه للقب هداف البطولة اليونانية لو واصل على نفس المنوال.
موقع قريب من محيط “آيك” لقب جماهيريته بـ”تأليهه”والعياذ بالله !
الإشادة بـ جبّور وصلت على حدود تجاوزت نطاق المعقول في أحد المواقع الخاصة بأنصار آيك أثينا والمُقربة جدا من محيط النادي، إذ قام ذلك الموقع بنشر حديث الإعلاميين اليوناني والعالمي عن جبور وتألق “آيك” في افتتاح المنافسة الأوربية، مختصرة الحديث في جملة واحدة هي “تأليه الدولي الجزائري” ووضعه على رأس آلهة التسجيل والعياذ بالله !.
الوصف لم يرُق جبور حتماً، لكنها عادة اليونانيين
معروف جبّور بتدينه الشديد بالرغم من نرفزته الكبيرة التي ظهرت في أكثر من مناسبة، لهذا لن يكون وصفه بـ “إله الأهداف” مرضيا له بالتأكيد، لكن يبقى إطلاق تسميات الآلهة على مختلف أمور الحياة جزءا من الثقافة الإغريقية القديمة التي تعود لآلاف السنين، يوم كان للبحر، السماء، الأرض والرياح آلهة تعبد حسب أوهام الإغريق القدامى - والعياذ بالله -، وبالرغم من تحول المجتمع اليوناني إلى أغلبية مسيحية بروتيستنية، بقيت الأوصاف على حالها كجزء من التاريخ القديم لأقدم البلاد في التاريخ الغربي.
الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 12:19 pm
