أحسن قصه في تاريخ البشريه... القصه التي كتابتها إعجازا و أحداثها موعظه.. قصة يوسف
وصف الله سبحانه وتعالى قصة يوسف بأنها أحسن القصص و انا لي بعض الخواطر حول تلك السوره أود مشاركتكم اياها
1
هناك الكثير من يتسائل حول نظرية ان كنا مسيرين ام مخيرين .. اي ان كان كل مانفعله في حياتنا هو امر يعلمه الله و كتبه عنده فهل يلغي هذا بطريقة ما إرادتنا؟! .. و إن كان مكتوب لكل منا أن يكون عاصيا أو طائعا إذا ما جدوى الثواب و العقاب!!!!؟
و في أحسن القصص سورة يوسف رد على تلك النقطه
إقرأها ثم أعد قرائتها هي مختصره و عميقه و معبره.. هل شعرت قوة إرادة رغبة إمرأة العزيز
هل شعرت بإرادتها في ملاحقة يوسف حتى بعد إكتشاف أمرها
هل تخيلت جمالها و سطوتها و شبقها .. هل تخيلت جماله و صراعه النفسي هل تخيلت خوفه و إعراضه ثم ضعفه ثم إستعادته قوته من جديد
هل شعرت مدى حقد إخوة يوسف و حيرتهم في أمره
هل شعرت رغبتهم في قتله ثم ترددهم و إتفاقهم على إلقاؤه في الجب
إنك عندما تقرأ تلك المواقف تستشعر إرادتهم حره تستشعرهم أصحاب قرارهم
تنسى أن هناك رب و تغرق تماما كإنسان عليم بتلك المشاعر تغرق في مشاغر الحب و الكره .. الرغبه و الاعراض.. الحقد و التآمر .. تشعرها مشاعر نابعه من داخل الشحص ذاته و هو مدرك تماما لما يفعل وهو مدرك كم يخدم ما يفعله مصالحه و أهواءه الشخصيه
لا كأنهم مسيرون بإرادة عليا
لا حظ معي أن بداية القصه هي نهايتها بمعنى أن القصه تبدأ برؤية يوسف " و الرؤى تأتي من عند الله" وتنتهي بتحقيق تلك الرؤيه و كأن الله يقول لك نعم أنا أعلم ماسيحدث و أعلم الخاتمه .. لكن أنظر إن كانوا مسيرين أم مخيرين
إن المتأمل سورة يوسف بروح متفتحه و بصيره واعيه يدرك تماما الفارق بين القدر و الإراده و يدرك كيف " أن الانسان على نفسه بصيره و لو ألقى معاذيره"" إنها مليئه بكل أنواع المشاعر البشريه
2
و في القصه شرح تفصيلي لدور القدر في حياتنا و إلقاء الضوء على الجانب الذي نحن فيه مسيرون فعلا
إنظر معي للقافله التي إنتشلت يوسف
ثم أخذ العزيز له
ثم دخوله السجن " وهو في ظاهره إبتلاء لكنه في باطنه إستجابه لدعاؤه لتنجيته من كيد المرأه و قربه من المعصيه لذا هو في واقع الأمر تنجيه"... و إنظر إلى تفسيره حلم صاحبه في السجن ثم تذكر الرجل وصيته في وقت معين
و يبدو أيضا نسيان الرجل ذكر يوسف عند الملك إبتلاء لكنه في الواقع نعمه من الله لأن الله أراد أن يتذكر يوسف في وقت تنفعه فيه تأويله للرؤياو إنظر إلى توليه الخزائن و تمكينه في الأرض ثم أنظر إضطرار إخوته للذهاب إلى مصر
كل تلك الأحداث هي الأحداث القدريه
هي ما يريده الله دون ترتيب منا
لكن إرادتنا هي التي ترسم قصتنا
فبداية كل قدر هو قرار إتخذته إرادة إحدى الشخصيات
بمعنى أنك تختار الطريق و الله يمهده لك أيا كان
لا حظ في البدايه قرار إخوته بإلقاؤه ثم مشيئة الله في القافله
لاحظ قرار رفض يوسف لكيد زوجة العزيز ثم مشيئة الله في دخوله السجن ثم مشيئته في نسيان الرجل ليوسف حتى يذكره عند الملك ساعة رؤيا الملك
و لله المثل الأعلى أنا لا أقول أن إرادتنا تسبق مشيئة الله.. لا حاشا لله.. انما أقول أن الله يضعنا في الطريق الذي نختاره نحن و حتى إذا ما أراد هو لنا طريقا آخر فإن ردة فعلنا و طريقة سيرنا منوطه بإرادتنا لا خطوات يرسمها لنا الرب كما يزعم البعض