ماذا يحبّ الرجــــــــــال من الدنيا ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته

ماذا يحبّ الرجــــــــــال من الدنيا ؟

** بطريقة رائدة نظر صلوات الله و سلامه عليه إلى صاحبه الصديق -
رضي الله عنه - ثمّ قال له :
" أتحبّ من
الدنـــــــــيا شيئا يا أبا بكـــــــــــر " ؟
قال :
نعــــــــــــم ، أحب لأجلك ثلاثا ، قال و ما هي ؟ قال : نظري إليك ، و
جلوسي بين يديك ، و إنفاق مالـــــــــي عليك .

-
ثمّ نظر إلى عمر - رضي الله تعالى عنه - و قال له :
" و
أنت يا عمر .. أتحب من الدنيا شيء "؟
قال : نعــــــم
، أحب لأجلك ثلاثا ، قال و ما هي ؟ قال : أمر بمعروف و لو كان سرّا ، و
نهي عن منكر و لو كان جهرا ، و قول الحقّ و لو كان مرّا

-
ثمّ نظر إلى عثمان - رضي الله عنه- و قال :
" و أنت
يا عثمــــــــان .. أتحب من الدنيا شيئا " ؟
قال :
نعـــــــم ، أحب لأجلك ثلاثا ، قال : و ما هي ؟ قال : إطعام الطعام ، و
إفشاء السلام ، و ركعات بالليل و الناس نيام .

-
ثمّ نظر إلى علي - رضي الله عنه - و قال : و أنت يا علي .. أتحب من الدنيا
شيئا " ؟
قال : نعـــــــم ، أحب لأجلك ثلاثا ، قال : و
ما هي ؟ قال : إكرام الضيف ، و الصيام في الصيف ، و ضرب أعناق
المشركـــــــين بالسيف .
و قد ورد أنّ النبي صلى الله
عليه و سلّم ردّ عليهم معلقا :
" و أنا أحبّ من
دنياكم ثلاثا : الطيب و النساء ، و جُعلت قرّة عيني في الصلاة "

كما
روي أنّ جبريل عليه السلام هبط بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه و
سلّم و قال له : " ربك يقرئك السلام و يقول لك : أنّه يحبّ ثلاثا : لسان
ذاكـــــــــــرا ، و قلب شـــــــاكر ، و جسد على البلاء صـــــــــابر "

كما
قال جبريل عليه السلام بعد ذلك : " و أنا أحبّ من الدنيا ثلاثا : تبليغ
الرسالة ، وآداء الأمانة ، و المساكين "

** و
عندما علم الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم بهذه الثلاثيات المباركة ..

قال
أبو حنيفة : و أنا أحبّ من الدنيا ثلاثا : تحصــــــيل العلم في طول
الليالي ، و ترك الترفّع و التعالــــي ، و قلبٌ من حبّ الدنيا خالي .

قال
الإمام مالك : أنا أحب من الدنيا ثلاثا : مجاورة روضته صلى الله عليه و
سلّم ، و ملازمة تربته ' أي التراب الذي كان يسير عليه المصطفى ' ، و
احترام أهل بيته .

و قال الشافعي : و أنا أحبّ من
الدنيا ثلاثا : عشرة الخلق بالتلطّف ، و ترك ما يؤدّي إلى التكلّف ، و
الإقتداء بطريق التصوّف .

و قال ابن حنبل : و أنا
أحبّ من الدنيا ثلاثا : متابعة النبي صلى الله عليه و سلّم في أخباره، و
التبرّك بأنواره ، و السلوك في طريق آثاره .

***
فأحب أنت من الدنيا ما أحبّه الرجـــــــــــــال ، و اعلم أنّه لا معنى
لها إذا لم تكن لخالقها سبحانه و تعــــالى .